ريادة الأعمال بين الحلم والواقع
هل تمتلك فكرة جديدة وفريدة ولكن تراها حلمًا بعيد المنال؟ أو قد يُعيقك سخرية بعض الأشخاص ويصورون لك أن التنفيذ مستحيل، إذًا فإنك لم تسمع من قبل عن ريادة الأعمال، ففي ظل الانفتاح التكنولوجي الحالي أصبح تحقيق الأحلام متاحًا، فقط خذ خطوتك الأولى في تنفيذ مشروعك الريادي، فتلك الخطوة قد تكون هي بداية خطواتك نحو الثراء وكذلك نجاحك في عالم المال وريادة الأعمال.
تعريف ريادة الأعمال
- مفهوم ريادة الأعمال يتخلص في أنها عملية يتم من خلالها إنشاء مشروع جديد قادر على تقديم خدمات ومنتجات، وبالتالي يتم تحويل الأفكار العظيمة والحلم الكبير إلى واقع يحقق لك الأرباح المادية والمعنوية.
- بينما دراسة الجدوى هي عملية تساعدك في إلقاء نظرة مفصلة على مدى ربحية فكرة العمل، والتحقق من إمكانية تحويل تلك الفكرة إلى عمل تجاري.
وبالتالي فإن نجاح رواد الأعمال في مشاريعهم لا يرتبط فقط بجودة الفكرة، ولكن قد نجد أن الفكرة جيدة ولكنها لا تلقى قبولاً من قبل المستخدم، أو ربما تلقى القبول المطلوب ولكن لا تتوفر المواد الخام لتنفيذ تلك الفكرة، وإذا وجدت ربما لا يوجد موارد بشرية قادرة على التنفيذ.
في جميع الحالات تظهر لنا أهمية دراسة جدوى المشروع، بشكل يتناول الفكرة من جميع الجهات، ومنها يمكن الحكم عليها ومعرفة ما إذا كانت تستحق المخاطرة أم لا.
خصائص رواد الأعمال الناجحون
لتحذو حذو رواد الأعمال عليك أولًا معرفة خصائصهم، فهناك صفات أساسية تميز رواد الأعمال الناجحون عن غيرهم:
- حتى يصبح رائد الأعمال ناجحًا، لا بد من إدراكه أن معظم الأفكار والمشاريع معرضة للفشل، وقد يمكن النجاح في هذا الفشل، ودون الأخطاء لن يتمكن من تطوير أفكاره ومشاريعه في المستقبل.
- كذلك عندما يتمتع رائد الأعمال بالتفكير النقدي، يمكنه التحرر من عقليات القطيع النمطية، مما يكسبه القدرة على تقييم المعلومات والحكم عليها وفق مزاياها قبل اتخاذ القرار.
- لا بد من أن يتمتع رائد الأعمال كذلك برؤية واضحة لما يرغب في تحقيقه، مما يحفزه دائماً على الاستمرار في طريق حلمه دون تردد.
- عندما يؤمن رائد الأعمال بتحقيق النتائج المرجوة، يرجع السبب وراء ذلك هو قدرته على التحكم في ذاته والتأثير على أفكاره، وبالتالي فلا شيء يردعه عن تحقيق الأهداف.
- بالإضافة إلى ما سبق فهو يمتلك مهارة جيدة في التواصل، مما يساعده في توظيف أشخاص مناسبين، إلى جانب الاستفادة القصوى من الآخرين بما يكفي ليكون صاحب أعمال ناجح.
أهمية ريادة الأعمال
- تخلق ريادة الأعمال فرص عمل جديدة، مما ينتج عنها تأثير متتابع في الاقتصاد بشكل عام، وبالتالي تحفيز المزيد من الشركات والقطاعات التي ترتبط بنفس المجال في دعم المشروع.
- يمكن لمختلف المشاريع الريادية أن تولد ثروة جديدة، من حيث إتاحة المزيد من العروض وتوفير منتجات وتقنيات حديثة، ومن ثم تطوير أسواق جديدة، مما ينعكس على تحسين الدخل القومي.
- من دورها أيضاً خلق تغيير اجتماعي عن طريق عروض جديدة من قبل رواد الأعمال وتقليل الاعتماد على الأنظمة القديمة مما ينعكس إيجاباً على الحياة الاجتماعية.
- عندما يقوم رواد الأعمال برعاية مشاريع ريادية منتظمة، يمكنهم تقديم الدعم المالي الكثير من الجمعيات والمنظمات، وبالتالي يساهمون في تنمية المجتمع بشكل كبير.
مراحل عملية ريادة الأعمال
- لتأسيس المشروع الريادي لابد من وجود فكرة مناسبة من موجة أفكار كثيرة تداهمنا، ومن ثم تحويلها إلى مشروع مع تصميم نموذج عمل أولي.
- وبعد تقديم النموذج واجتياز تجربة الفكرة، ننتقل إلى تقديم الخدمات التي يوفرها المشروع.
- بعد ذلك لا نؤسس المشروع لكي نمتلك المشروع، ولكن المشروع قائم للحصول على نموذج عمل ربحي، وتعد عملية البحث عن الأرباح عملية مستمرة ومتكررة.
- معظم الشركات في عالم ريادة الأعمال تحتاج في مرحلة ما البحث عن مستثمر وتمويل، من أجل تقديم المزيد من الخدمات واستهداف شرائح جديدة من المستخدمين بهدف تطوير المشروع.
- وأخيراً نأتي لمرحلة النمو والتوسع، حيث يعد جوهر ريادة الأعمال أن تشهد توسعاً للمشاريع، خاصة في ظل وجود منافسة كبيرة.
خطوات إنشاء مشروع ريادي
تعد مرحلة إنشاء المشروع الريادي من أكثر المراحل التي تتمتع بالمخاطرة في ظل وجود نسبة للفشل، إلى جانب أنها مرحلة حماسية حاسمة في بناء الواقع الحقيقي للأفكار والأحلام التي تراود كل رائد أعمال
تتمثل الخطوات لتلك المرحلة ما يلي:
- دراسة وبناء الفكرة من خلال نموذج عمل
- من أولى مراحل إنشاء المشروع في ظل وجود الفكرة العمل على تحويلها إلى واقع ملموس.
- من خلال بناء نموذج عمل واقعي.
- مما يساعدك على فهم الجمهور المستهدف والأنشطة والموارد والشركات التي تحتاج إليها لبناء المشروع.
- إلى جانب معرفة مقدار إيرادات المال ونسبة المصروفات والتكاليف.
التحديات التي تواجه رواد الأعمال وحلولها
قد تتعرض معظم الشركات الناشئة الرائدة لبعض الصعوبات في البداية، مثل:
- اختيار الفكرة المناسبة للمشروع، فعلى الرغم من أن وجود فكرة للمشروع من الأمور البديهية، إلا أن بعض الأفراد الراغبين في دخول مجال ريادة الأعمال قد لا يمتلكون فكرة واضحة أو خطة مفصلة.
- الاعتماد على نفسك بشكل كامل قد يشكل لك عائقًا كبيرًا نظرًا لضعف وجود الأمان المادي بعد اعتيادك على دخل شهري لفترة طويلة.
- الاستسلام بمجرد أن تبدأ، خاصة في ظل وجود عمل غير حر لك تحتاج إليه قبل الإنتقال إلى ريادة أعمالك بنفسك، والذي قد يستهلك طاقتك بأكملها.
- وللتغلب على تلك التحديات لا بد من اتباع الحلول التالية:
- إنشاء مشروع جديد يعتمد على احتياجات السوق له بشكل ملموس مما يضمن لك استمراريته، بالاضافة إلى عنصر الشغف والمهارات الشخصية كل تلك المعطيات تلعب دوراً هاماً في العثور على فكرة المشروع.
- فيما يتعلق بالأمان المادي، لابد من التأكد قبل البدء بتوفر مدخرات كافية لديك، قبل أن تقدم على تغيير جذري في مسار عملك.
- وأخيراً يجب العلم أنه لا يوجد مشروع سهل وقد يواجهك الكثير من العقبات، ولكن إذا كان لديك إيمان تام بمشروعك، فإن قرار الاستمرار به وتحويله إلى فكرة ناجحة أمر راجع لك.
قصة واقعية لشخصية ناجحة في ريادة الأعمال
إيلون ماسك من الأسماء الغنية عن التعريف في عالم ريادة الأعمال والابتكار، حيث بدأ رحلته بتأسيس PayPal ثم انتقل إلى الشركات الرائدة مثل Tesla وكذلك SolarCity.
ففي البداية شارك في تأسيس PayPal التي كانت تدعى X.com وبعدما أدرك مدى إمكانيات الإنترنت في إحداث ثورة في طريقة الدفع من خلاله، أصبحت تلك المنصة من أكثر المنصات شعبية المستخدمة من قبل ملايين المستخدمين حول العالم.
وبعد النجاح الكبير في منصة باي بال إنضم رائد الأعمال إلى شركة تيسلا، وأحدث تغييرًا جذريًا في صناعة السيارات الكهربائية، والتي لم تكن صديقة للبيئة فحسب ولكنها كانت تقدم أداءً فائقاً وأطلق العديد من النماذج التي جعلتها قوة حقيقة للتحول العالمي في النقل المستدام.
وبهذا نجد أن قصته عبارة عن إلهام كبير للعديد من الصناع ورواد الأعمال الطموحين، ومن خلال إتباع دراسة جدوى ناجحة ذات رؤية ثاقبة يمكن أن يكون إتجاه لإنشاء شيء رائع يحدث فرقًا كبيرًا من حولنا.
تطوير الفكرة
- نفترض وجود المشروع بشكل فعلي واختباره بصورة حقيقة قبل وجودة.
- يمكنك العمل على اختيار مشكلة والعمل على حلها، ليكون المشروع بمثابة أداة لحل مشكلة يعاني منها قطاع معين.
- من الممكن استخدام التفكير التصميمي، الذي يساعد على بناء الفكرة وكافة الدراسات التي ترتبط بالمشروع.
- إعداد الدراسات
- دراسة العملاء المستهدفين، ومعرفة العميل المثالي لك.
- دراسة القيمة التي تقدم للعميل وكيفية تقديمها، وما يجعل عملك فريدًا.
- كذلك دراسة المنافسين لك وكيفية تواجدهم في السوق، وكافة أساليب التسويق المتبعة لهم، وطريقة تواصلهم مع العميل.
- العمل على دراسة السوق والاطلاع على كافة خصائصه وحجمه من خلال إحصائيات دقيقة.
- دراسة وضعك المالي وطريقة تمويل المشروع.
بناء نموذج عمل
بمجرد القيام بتلك الخطوات والدراسات، ستتمكن من إيجاد نموذج عمل واضح، يمكنك من اكتشاف الأمور التي ترتبط لمشروعك.
التحضيرات الأساسية للمشروع:
- اختيار اسم للمشروع.
- اختيار المؤسس والشريك إن وجد.
- تصميم الشعار والهوية البصرية.
- بناء موقع إلكتروني احترافي للمشروع.
- ثم الاهتمام ببناء حسابات على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
أهمية دراسة الجدوى في تقييم فكرة العمل
نظرًا لأنها تساعد في الكشف عن الأخطار المحتملة والمشكلات التي قد تواجه المشروع قبل الالتزام بالموارد الرئيسية، تعد دراسة الجدوى من أكثر الأدوات المهمة لكل شركة ناشئة أو مشروع رائد، وذلك للأسباب التالية:
- زيادة احتمالية نجاح المشروع، وتحديد ما إذا كان المشروع أو الفكرة تستحق المتابعة، وبالتالي يجنبك الانخراط في عمل قد يؤدي إلى خسائر فادحة.
- تساعدك على وضع خطة، والتعرف على الخطوات التي يجب القيام بها لتلبية احتياجاتك، وتحديد الأهداف والأفكار التي ينتج عنها الربح.
- بالإضافة إلى رؤية الصورة بحجم أكبر، وهي الأموال التي سيتم جنيها.
- وكذلك توفير فرص وحلول شاملة، والتوقف عن الأعمال التي لا تحقق أرباحاً، وإمكانية تطوير أفكار جديدة أفضل وأكثر ربحًا.
طرق إجراء دراسة جدوى لريادة الأعمال
- من خلال إجراء دراسة جدوى شاملة، يمكن للعديد من الشركات إصدار أحكام مستنيرة بشأن البدء بالانخراط نحو مشاريع جديدة، وبالتالي تجنب إهدار موارد أو الوقوع في خسائر مالية.
- وعن طريق الدراسة يمكنك تحديد أن الموضوع المختار والمقترح ممكناً وهناك احتمالية للنجاح، وذلك من خلال عدة خطوات:
- تحديد نطاق المشروع، من خلال وصف الأهداف والغايات والقيود.
- إجراء تحليل للسوق، مما يستلزم التحقق من السوق المستهدف للمشروع وتقييمه، إلى جانب تحديد العملاء المستهدفين المحتملين واتجاهات السوق والمنافسين.
- وضع خطة مالية، من خلال إعداد ميزانية للمشروع وتقدير التكاليف والدخل، وإلقاء نظرة على الأموال التي يمكن استردادها.
- تقييم المخاطر المحتملة وتحديدها، ومعرفة مدى تأثيرها على المشروع، مثل التغييرات الحكومية أو تغيير ظروف السوق.
- بعد ذلك يجب إعداد تقرير نهائي وتجميع كافة البيانات لشرح نتائج الدراسة، وتقديم الخيارات نحو مواصلة المشروع.
- وبعد توزيع التقرير على الجهات المعنية وأصحاب المصلحة، والحصول على مداخلاتهم، يتم إجراء التعديلات الضرورية.
نصائح للمبتدئين في ريادة الأعمال
وأخيرًا، إليك بعض النصائح التي تساندك في بداية طريقك:
- بدء المشروع في أسرع وقت ممكن.
- تعلم من الرواد الناجحين، من حيث تحليل الخطط والنماذج السابقة وتحديد العوائق التي يمكن مواجهتها، من أجل تجنيها وتحسين نموذج العمل.
- لتحقيق النجاح في ريادة الأعمال يجب أن تبدأ بالشيء الذي تحبه، لأن الأمر يتطلب الكثير من الجهد والتطوير حتى يسهل عليك الاستمرار.
- احرص على تطوير مهاراتك كرائد أعمال، وتعلم من الخبراء في هذا المجال.
- لا بد من تقبل النقد لأنه جزء من العملية بأكملها حتى تصبح أفضل.
الاستنتاج
نظرًا لزيادة الحاجة إلى دراسة جدوى اقتصادية وزيادة أهميتها في ظل وجود الكثير من التغيرات الداخلية والخارجية المحلية والعالمية، نذكركم بالنقاط التالية:
- وجود دراسة جيدة متكاملة تساعد على اتخاذ قرار استثماري رشيد في الأعمال الرائدة، والوصول إلى أفضل الخيارات باستخدام الموارد المتاحة على الوجه الأمثل.
- تجنبك التعرض للمخاطر العالية وتحميل الخسائر المحتملة، إلى جانب تحديد مدى العائد المتوقع من المشروع.
- الاستخدام الأمثل لكافة الموارد المتاحة لديك في مجال ريادة الأعمال.
- التعرف على مدى قدرة المشروع على تحميل كافة مخاطر التغييرات الطارئة، وتأثيرها على اقتصاديات المشروع عبر العمر الافتراضي له.